"فى مثل هذا اليوم إستشهد القديس ديسقورس فى زمان العرب وكان من مدينة الإسكندرية ، وحدث له ما دعا الى خروجه من دين آبائه ودخوله فى دين العرب . . ومكث كذلك مدة من الزمان . وكانت له أخت متزوجة بمدينة الفيوم . إذ علمت بما صار إليه أرسلت له قائلة : ""لقد كنت اشتهى ان يأتيني خبر موتك وأنت مسيحي ، فكنت أفرح بذلك ، ولا يأتيني خبرك بأنك قد تركت المسيح إلهك"" . وختمت كلامها بقولها : ""واعلم ان هذا الكتاب آخر صلة بيني وبينك ، فمن الآن لاتعد ترينى وجهك ولا تكاتبنى ، فلما قرأ كتاب أخته بكى بكاءا مرا ، ولطم وجهه ونتف لحيته ثم قام مسرعا وشد وسطه بزنار ، وصلى متضرعا بحرارة ، ورشم نفسه بعلامة الصليب ، وخرج يسير فى المدينة وأبصره الناس على هذه الحال فإقتادوه الى الوالي وهذا قال له : لقد تركت دين النصارى ودخلت فى ديننا ، فما الذي جرى ! ؟ فأجابه قائلا : "" أنا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا ، ولا أعرف دينا غير هذا"" . فهدده كثيرا وضربه ضربا موجعا ، فلم يرجع عن رأيه ، فأودعه السجن ، وأرسل الى ملك مصر يعرض عليه حالته أمره ان يعرض عليه الخروج من دين النصارى والدخول فى دين الملك . فإن أطاع وهبه هبات جزيلة ، وإلا فيحرقه فأخرجه من الحبس وعرض عليه الجحود فأبى قائلا : "" لقد قلت سابقا ولدت مسيحيا وأموت مسيحيا "" فأمر بحرقه فحفروا له خارج المدينة حفرة كبيرة ، وملأوها بالحطب وأوقدوها . ولما علا لهيبها فى طرحوه فيها بعد ان ضربه أهل البلد ضربا موجعا وطعنوه بالسكاكين . فنال إكليل الشهادة في ملكوت السموات . صلاته تكون معنا . آمين ."