تشتمل الخماسين المقدسة علي سبعة أسابيع، وهي تبدأ من يوم أحد القيامة وتنتهي بعيد العنصرة ( عيد حلول الروح القدس)
1-الأحد الأول: أحد توما أوالأحد الجديد (يو 20: 19-31)
تحتفل الكنيسة فى هذا اليوم بأخر عيد من الأعياد السيديـة الصغـرى السبعة، ألا وهو الأحد الجديد أو أحد توما. ويسمى الأحد الجديد لأنه أول أحد حفظ لتقديس أيام الأحد بعد إلغاء للنظام القديم. ويسمى أحد توما لأن السيد المسيح ظهر فيه للتلاميذ ومعهم تومـا فى اليوم الثامن من قيامته..
2-الأحد الثاني: خبز الحياة (يو 6 : 35-45)
عندما نأكل جسد المسيح المقدس ونشرب دمه الكريم ننال الحيـاة فينا إذ نكون كما لو أننا واحد معه.. نسكن فيه وهو أيضا يملك فينا.
لا تشك فإن هذا حق، ما دام يقول بنفسه بوضوح فى نفس الإنجيـل ” الحق الحق أقول لكم إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسان وتشربوا دمـه فليس لكم حياة فيكم. من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير. لأن جسدى مأكل حق ودمى مشرب حق. من يأكل جسدى ويشرب دمى يثبت فى وأنا فيه ” (يو 53:6-56).
وقال القديس كيرلس عمود الدين فى موضوع :
الحاجة إلى الإشتراك المنتظم فى سر الإفخارستيا: ( إن اكتسـاب الحياة الروحية من خلال الإفخارسـتيا يتطلـب إشـتراكا منتظمـا فى السر. فالمؤمن يحتفظ بحياته الروحية وينمو فى الروح طالمـا إستمر إرتباطه بالمسيح، ليس روحيا فقط ولكن أيضـا مـن خـلال ممارسة عملية منتظمة للأكل من جسد المسيح والشرب من دمـه. أما الإشترك غير المنتظم فى الإفخارستيا فقد يحـرم المؤمـن مـن الحياة الأبدية ).
إن هؤلاء الذين لا يأخذون المسيح من خلال الإفخارسـتيا يظلـون محرومين بصورة مطلقة من أى اشتراك أو تذوق للحيـاة المقدسـة السعيدة.
3-الأحد الثالث: المرأة السامرية (يو 4: 1-42)
فى مقابلته للمرأة السامرية:
“أجاب يسوع وقال لها لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذى يقول لك أعطينى لأشرب لطلبـت أنت منه فأعطاك ماء حيـا” (يو 10:4)
وعن الماء الحى مكتوب أيضـا: ” وفى اليوم الأخير وقف يسوع ينادي قائلاً إن عطش أحد فليقبل إلى ويشرب. من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ” (يو 37:7-39(
سوف ندرس ما قاله الآباء عن الروح القدس.
مقدمة:
الروح القدس هو الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس،فنحن نؤمن بالله الواحد المثلث الأقانيم: الله الآب. الله الإبن. الله الروح القدس
1- أقوال القديس اثناسيوس الرسولى عن الروح القدس:
عن لاهوت الروح القدس:
+ “ا لروح القدس واحد مع الإبن فى الجوهر والإبن واحد مـع الآب فى الجوهر.. إذن الروح القدس واحد مع الآب فى الجوهر “.
+ إننا نؤمن بالثالوث القدوس: الله الآب، الله الإبـن، الله الـروح القدس. وهو اله واحد متماثل غير قـابل للتجزئـة بطبيعتـه، ونشاطه واحد.
+ الآب يعمل كل شئ بالإبن فى الروح القدس.
4-الأحد الرابع: النور الحقيقى (يو 12: 35-50)
ربنا يسوع المسيح هو النور الحقيقى الذى يضئ العالم كله
عن ذلك قال القديس أغسطينوس:
إن هذا النور خاص بالمدينـة السمائية المقدسة التى تضم الملائكـة القديسين وفيها ينعم المؤمنون بالأبدية، وهذه التى قال عنها الرسـول أنها أورشليم العليا ” وأما أورشليم العليا التى هى أمنا جميعا فهى حرة ” (غل 26:4).. والتى يكون لنا فيها نصيب، إذ قيل ” جميعكم أبناء نور وأبناء نهار. لسنا من ليل ولا ظلمة ” (1تس 5:5)
ويرى القديس أغسطينوس أن السـمائيين تمتعـوا بـالنور الـذى أنطلق فى اليوم الأول بمعاينتـهم أعمال الله العجيبـة خـلال كـل الحقبات، لكنه متى قورنت معرفتـهم للخليقـة بمعرفـة الله حسـبت معرفتهم مساء.
وعن الفصل بين النور والظلمة قال القديس أغسـطينوس: النـور يشير إلى خلق السمائيين، أى الملائكة بطغماتـهم، أولاً.. وإن فصـل النور عن الظلمة يشير إلى سقوط جماعة مـن الملائكـة بالكبريـاء فصاروا ظلمة.
وعن عبارة ” رأي الله ذلك أنه حسن “.. قال القديس باسيليوس الكبير: ( الله لا يحكم بأن الشىء حسن خـلال إفتتان العين به ولا لتـذوق الفكر لجماله كما نفعل نحن، وإنما يراه حسنا متى كان الشىء كـاملاً مناسباً لعمله ونافعاً حتى النهاية ).
.
5-الأحد الخامس: أنا هوالطريق والحق والحياة (يو1:14-11)
فى إنجيـل هذا اليوم المبارك قال ربنـا يسـوع المسـيح: ” أنا هو الطريق والحق والحياة. لا أحد يأتى إلى الآب إلا بى ” (يو6:14).
الطريق:
قدم ربنا يسوع المسيح نفسه بكونه الطريق.. به ندخل الذى إلى الحيـاة الملوكية السماوية، وخارجاً عنه لا نجد إلا الفساد والموت.
والذى يحيا مع المسيح يعيش فى طريق الأبرار.. والذى يحيا مـع الشيطان يعيش فى طريق الأشرار.
والحق:
قال السيد المسيح ” أنا هو الطريق والحق والحياة “.
الحق لا يتجزأ، والحق هو الله. فالحقانى والحق وروح الحق هـم واحد.. لا يمكن أن نفصل الحق عن مصدره أى عن الحقانى. الحـق مولود من الآب، وروح الحق منبثق من الآب.
الحياة:
” أنا هو الطريق والحق والحياة “، المسيح هـو الحيـاة، أى مصـدر الحياة، كما قال القديـس يوحنـا ” فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس “.. ويقول أيضاً: ” الذى يؤمن بالإبن له حياة أبدية ” (يو 3: 36)
هنا قال القديس كيرلس الكبير : لأن الإبن الوحيد هو بالطبيعـة الحياة ” لأن فيه نحيا ونتحرك ونوجد ” (أع 28:17) وهو يدخل فينـا
بالتأكيد من خلال الإيمان ويسكن فينا بالروح القدس، لذلك قال القديس يوحنا الإنجيلى: ” بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا، انه أعطانا من روحه ” (1يو 13:4)
إذن فالمسيح سيحيى أولئك الذين يؤمنون به، إذ هو نفسـه الحيـاة بالطبيعة وهو يسكن فيهم.
.
6-الأحد السادس: السلام، والضيقات، وغلبة العالم (يو23:16-33)
قال القديس جيروم:
المسيح ربنا هو السلام.. لنحفظ السلام فيحفظنـا السـلام فـى المسيح يسوع.
وقال ايضا: السلام هو قوة المسـيحيين ” سلام الله الذى يفوق كل عقل ” (فى 7:4)، ” وطوبى لصانعى السلام ” (مـت 5: 9)، لا بإعادة
عن الضيقات، قال الأب اسحق:
الله لا يريد النفس المتشامخة التى فى تهور لا تحتاط فى التجربـة أو الضيقات، إنما يريد النفس المتضعة فيكون نصرتها بالله أكثر مجـدا وهزيمة الشيطان أكثر تأكيداً.
الغلبة والنصرة:
” ثقوا أنا قد غلبت العالم “…
قال القديس اغسطينوس:
+ انتصر على ذاتك فينهزم العالم أمامك.
(7-الأحد السابع: عيد العنصرة (يو 17: 14-26)
: القديس أثناسيوس:
أكد القديس أثناسيوس لاهوت الإبن وأنـه مساوٍ للآب فى الجوهر. قال أيضا بوضوح أن الروح القدس مساوٍ مع الآب فـى الجوهر. إذ أنه مساو مع الإبن فى الجوهر، والإبن مساو للآب فى الجوهـر.. إذن فهو مساو للآب فى الجوهر.
ويقول أيضاً أنه يوجد ثالوث مقدس وكامل ومعترف بـه: الله الآب والإبن والروح القدس.. وهو متماثل، غير قابل للتجزئـة بطبيعتـه، ونشاطه واحد.. الآب يعمل كل شئ بالإبن فى الروح القدس.. وهكـذا ينادى بإله واحد فى الكنيسة، الذى على الكـل ( كلـى الأصل )، وبـالكل ( كلى السبب )، وفى الكل ( كلى التنفيذ ). الكل المطلق.. أى الله فى ذاته الكلية المطلقة