"في مثل هذا اليوم أيضا من سنة 22 للشهداء سنة 307 م إستشهدت القديسة كاترين الأسكندريانية . ولدت هذه القديسة من أبوين مصريين وثنيين بمدينة الإسكندرية سنة 10 للشهداء 294 م دعوها باسم "" ذوروثيا "" وهبها الله عقلا راجحا وجمالا فائقا . فدرست علوم الفلسفة والشعر والموسيقي والطبيعة والرياضة والفلك والطب . أدركت من خلال دراساتها بطلان العبادة الوثنية وفسادها . فحركت النعمة الإلهية قلبها للبحث عن الحقيقة . وشاهدت في رؤيا العذراء مريم تحمل الطفل يسوع فأسرعت إلى أحد الكهنة المسيحيين وقصت عليه الرؤيا وطلبت الإرشاد . وهنا بادرها الكاهن بقوله "" ثقي يا ابنتي ان الرب يسوع يريدك ان تكوني أبنه له "" . وصادف هذا الكلام ما يجول في داخلها فعكفت على دراسة الكتاب المقدس يساعدها في ذلك الكاهن فاستنارت بصيرتها وألحت عليه في طلب المعمودية وعمدها باسم "" كاترينا "" أي الإكليل الكثيرة . وبعد ان نالت بركة المعمودية اشتاقت ان تجاهد في تثبيت المؤمنين بالرب يسوع المسيح . ولما سمع الإمبراطور مكسيميانوس قصتها غضب وأرسل الجنود ليأتوا بها إلى المعبد الوثني حيث كان الإمبراطور . وهناك وبخته على ضلاله وجهله . فاندهش الإمبراطور لشجاعتها وانبهر لجمالها المفرط فاستدعاه إلى قصره وأحضر لها خمسين عالما وثنيا . واستطاعت بنعمة الرب ان تقنعهم بصحة الإيمان المسيحي فقبلوا الإيمان بالسيد المسيح كمخلص لهم . فأمر الملك بإحراقهم ونالوا أكاليل الشهادة . لكنه استبقي كاترينا لانشغاله بجمالها وتعلق قلبه لها لعلها تتراجع وتصير زوجة له الا انها رفضت عروضه متمسكة بإيمانها . فأمر الإمبراطور جنوده ان يعذبوها بأشنع العذابات ثم وضعوها في السجن وطلب من زوجته محاولة إقناعها ولما ذهبت إلى السجن كان معها القائد "" بروفيريوس"" فأوضحت لهما صحة الإيمان المسيحي فآمنا ونالا سر المعمودية المقدسة . وحينما عاد الإمبراطور أمر بقطع رأس زوجته والقائد وبتعذيب كاترينا فعذبها بأنواع كثيرة من العذاب وفي كل هذا كان الرب يعزيها ويعطيها سلاما . ثم قطعوا رأسها وهي في التاسعة عشر من عمرها . ونالت إكليل الشهادة ودفنت بالإسكندرية ثم نقل الرهبان رفاتها إلى جبل سيناء وهو موجود حاليا في الدير المسمي باسمها بصحراء سيناء . بركة صلواتها فلتكن معنا ولربنا المجد دائمًا أبديا آمين ."