|
طبيعتك
|
قداسة البابا شنودة الثالث
|
|
لا تقل إذا أخطأت: ماذا أفعل، طبيعتي شريرة! فطبيعتك ليست شريرة. إنما الشر دخيل عليها. لقد خلق الله الإنسان طاهرًا بسيطًا، حتى أن آدم وحواء كانا عريانين في الجنة، وهما لا يعرفان (تك 2) ثم سقط آدم وحواء بغواية الحية، وليس بفساد الطبيعة. وعرف الإنسان الشر. وبقى الشر دخيلًا عليه، لأنه لم يكن من طبيعته الأصلية. ثم قدس المسيح طبيعتنا، حينما اتحد بها في بطن العذراء. وتجددت هذه الطبيعة في المعمودية باستحقاقات الدم الكريم. وصرنا أعضاء في جسد المسيح، أي الكنيسة. وصرنا مسكنًا للروح القدس بسر المسحة المقدسة. ونلنا مواهب العهد الجديد التي لم تكن من قبل. وبقى الشر دخيلًا علينا. حقا، ما أجمل قول الأب الكاهن في القداس الغريغورى: (و باركت طبيعتى فيك) إذن صارت طبيعة مباركة. حقا، إنها ما زالت طبيعة قابلة للميل، بحكم حرية الإرادة ولكن هذا الميل ليس فرضًا عليها، وليس السقوط جزءًا من طبعه. ويمكن توجيه الإرادة إلى الخير. وبهذه الطبيعة البشرية، استطاع آباؤنا القديسون أن يصلوا إلى درجات عُليا في محبة الله، بنفس طبيعتنا ويمكن في ذلك قراءة سير الآباء الرهبان والمتوحدين، وسير الآباء السواح، وسير الشهداء والمعترفين وأبطال الإيمان، وقصص الأبرار في كل جيل، بتوليين ومتزوجين حتى الذين انحرفوا وسقطوا، ساعدتهم نفس الطبيعة على التوبة، والنمو إلى درجات عالية في حياة القداسة. هؤلاء التائبون نفضوا الشر الذي كان دخيلًا على طبيعتهم، وعادوا إلى النقاوة التي خلقهم الله بها منذ البدء، بل عادوا إلى القداسة التي يريدها الرب لهم. إن الخطية قد تفسد طبيعتك. وتوالى السقوط قد يجعل الخطيئة طبعًا لك، وليس طبيعة ولكن يبقى كل هذا دخيلًا على الصورة التي خلقك الله بها وأعادك إليها. إرجع إلى هذه الصورة المقدسة، فهي طبيعتك الأصلية.
|
|
" فقال لهم من أجل ذلك كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلاً رب بيت يخرج من كنز جددا و عتقاء " ( مت 52:13)
|
"هكذا في مقابل طبقة كتاب العهد القديم المحسوبين تلاميذ موسي و يشوع أي تلاميذ الناموس أقام السيد المسيح في العهد الجديد طبقة المتعلمين في المسيح و الملكوت يخرجون من كنوزهم جدداً و عتقاء ، والكنز في القديم هو صندوق تحفظ فيه الجواهر و سمي عرفاً الصندوق الذي يحفظ فيه كتب البيعة بالكنز و لكن المسيح يقصد الكنز الذي في القلب أو الكنز المحفوظ في الصدور أما الجدد فهي معرفة الملكوت كما أوضحها المسيح أما العتقاء
(جمع عتيق) فهي النبوات و ما يتعلق بمجيء السيد المسيح (المسيا) و المعني الذي يقصده المسيح أن يصبح التلاميذ و من كانوا علي مستواهم من المعرفة بالملكوت كتبة العهد الجديد في تعليم كل ما يختص بملكوت الله"
|
|
|
|
اعلموا أن الرب هو الله. هو صنعنا وله نحن شعبه وغنم مرعاه . مزامير 100: 3
ليست خطية بلا مغفرة الا التى بلا توبة
|